![]() |
بداية صناعة التوابيت وتشيد المقابر الفرعونية ووسائل حماية حجرة الدفن في مصر القديمة: الجزء الثاني والأخير |
نجد أن المصري القديم بسبب فكرة تطور العقيدة الدينية لديه أن المصري القديم لجأ إلى السحر كخط ثان للدفاع ولحماية المقبرة كما أشار الدكتور جمال عيسى أستاذ التاريخ الفرعوني بجامعة القاهرة إلي ذلك الأمر
وقد تطور فكرة اعتماد
المصري القديم على استخدام السحر كقوة حماية فعالة في العصور المتأخرة من الأسرات حيث كان الهدف الرئيسي من بعض التمائم إضافة
حماية عامة على المومياء ككل ، وقد اختص بعضها بوظائف محددة، مثل التمائم التي
تمثل أعضاء جسم الإنسان، والتي يمكنها أن تبعث إليه ملكاته الحسية موضحاً أن
التمائم اتخذت أشكالاً متعددة منها شكل الثعبان الذي يقي المتوفى من لدغته، لافتاً
إلى أنه من أهم أشكال التمائم التي تحقق الحماية الكاملة، عقدة إيزيس (تيت) ويوفر
الحماية بواسطة إيزيس، وعمود (جد) الذي يمثل حماية أوزير، وعين حورس (واجيت)
لكن حدث تطور في فكرة حماية المقابر بطريقة مختلفة كما حدث في عهد الملك تحتمس الأول كما ذكر
الباحث الأثري الدكتور أمير جمال حيث تم حماية المقبرة الملكية في واد منعزل خلف
منحدرات الدير البحري المعروف باسم ( وادي الملوك) وكان أول من دفن هناك الملك
تحتمس الأول الذي كان قد كلف مهندسه ( أنيني ) بالبحث عن المكان الملائم وإعداد
مقبرته فيه ، كما زودت المقبرة الملكية في البر الغربي بطيبة ببئر تسد الطريق
للغرفة الأمامية لحجرة الدفن كأحد الملامح المميزة للمقبرة الملكية، فقد كانت
البئر وسيلة لحماية المقبرة من اللصوص ومن مياه السيول التي قد تتسرب إلى جوفها.
في الأسرة الثانية والعشرين والأسرة السادسة والعشرين حدث تطور آخر في طريقة حماية المقابر الملكية من اللصوص فإن المصريين القدماء قد استحدثوا وسيلة جديدة لحماية المقابر حيث تقوم على حفر بئر متسعة ضخمة يبلغ عرضها حوالي 10 أمتار تقريبا وعمقها حوالي ثلاثين مترا حيث ويشيد في قاع هذه البئر حجرة دفن مربعة الشكل، ثم حدث تطور آخر بحفر بئر آخر موازي له أقل اتساعا يتصل بحجرة الدفن عن طريق دهليز أو ممر ضيق أفقي يسد بثلاث كتل حجرية ضخمة
وبعد الانتهاء من مراسم الدفن وإغلاق التابوت الذي يكون قد وضع
مسبقا في الغرفة أثناء بنائها، يتم ملء حجرة الدفن بالرمال، ثم يتم إغلاقها بثلاث
كتل حجرية، وأخيراً يتم ملء البئر بالرمال أيضاً، ما يجعل أي لص يحاول سرقته يدفن
تحتها بفعل انهيار الرمال عليه.
لكن عند مقارنة الفكر المتنوع في حماية القبور نجد من أفضل نماذج هذا النوع مقبرة ( آمون – تف – نخت) في سقارة ويقتصر هذا الطراز رغم فاعليته في الحماية على جبانة منف مشيراً إلى أنه كانت هناك طريقة أخرى لحماية المقبرة الملكية وذلك ببنائها داخل حرم المعبد الرئيسي بدلاً من إقامتها في موضع ناء وبعيد، مما يوفر للصوص الفرصة للعمل، وبذلك أصبحت المقبرة الملكية تحت أنظار الكهنة، وقد استخدمت هذه الطريقة في مقابر ملوك الأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين في ( تانيس )، وأيضا ملوك الأسرة السادسة والعشرين في داخل سور معبد نيت
Post a Comment