الإستفتاء ومغامراتي في الجامعة: الحلقة الثانية |
داخل
الكلية كانت لي شلة أصدقاء كنا لا نفارق بعضنا البعض إلا في حالة وجود ميعاد مع
صديقة أو مجموعة صديقات فكان جميع أفراد الشلة تمتاز بخفة الدم و التنوع في الاتجاهات
كنا نري في أنفسنا أننا أصحاب فكر منير ومتفتح وكان الغرض من جلوسنا مع زميلاتنا
أن نغير انطباعهم السيء أن كل من كان قادم من الأرياف يكون بدائياً لا يعرف شيء عن
الحضارة غير المذياع فقط .
كنا
نطلق علي أنفٌسنا فريق الأهلي لأننا كنا
نشكل فريق كرة بنفس الاسم وكان لنا كثير من الإصدارات مثل التقويم الميلادي بالأحداث المهمة داخل الكلية
على مدار السنة مع كتابة نبذة عن المجموعة وأعضاء الفريق ونبذة عن كل فرد بما فيهم
أنا وهذا سبب لنا انتشار بين دفعات الكلية وأصبح لنا صديقات كثيرات كنا نرحب بهن
ولكن الأصدقاء كنا نهرب منهم لأننا عندنا ما يكفي من الأصدقاء.
عام
التخرج وهي السنة النهائية كنا ننتظر الدفعة الجديدة حتى نستطيع عمل تقويم شامل
لجميع الفتيات الفاتنات الجميلات داخل هذه الدفعة الجديدة وعموماً كنا في الدفعات السابقة نادراً ما نجد أكثر من
ثلاث فتيات يمكن أن يٌطلق عليهم لفظ الجنس الناعم ولكن كانت المفاجأة أن تلك الدفعة
من أكبر الدفعات التي مرت علينا بما تحتويه من تنوع كبير وأعداد من الفتيات يمكن
إطلاق لفظ جنس ناعم عليهن يكفينا طوال العام بأن نقوم بما علينا من واجبات تجاه
المجتمع والوطن في التنوع واضح في الثياب
والماكياج, تنوع خصب يجعلك تٌبدع في محاولات التعرف عليهن
كل
هذا جعلنا نفكر كيف نقتحم هذا المعسكر والاستيلاء على كل تلك الفتيات الحديثات قبل
افتراسهم من قبل الدفعات الأخرى والمجموعات الأخرى المنافسة لنا في ذلك المضمار
الحيوي لنا .
قمنا
باستخدام الطرق التقليدية المنبثقة من
الأفلام العربية القديمة مثل القدوة حسين صدقي والمبدع عبدالحليم حافظ وغيرهم من
المدارس المعروفة في السينما المصرية في عمل حركات لولبية مركبة ومعقدة من أجل التعرف
عليهن أو من خلال صديقاتنا من الدفعات الأخرى ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل الذريع
وكانت تجربة عقيمة , كان الهدف ليس في حد ذاته التعرف على زملائنا ولكنها رغبتنا
في فرض سيطرتنا ضد زملائنا القادمين من الإسكندرية حيث كانوا يظنون أنهم أفضل منا
وأننا من طبقة حضارية أقل منهم فهم قادمون من الحضارة ونحن قادمون من الغابات كما
كانوا يعتقدون
قررنا
عمل مجلس حرب على مستوى القمة داخل إحدى غرف المدينة الجامعية نتدارس فيها كيفية الانتصار
في تلك الحرب مع الدفعات الأخرى وتحقيق الهدف المرجو منها لأن سمعة الفريق أصبحت
على المحك في هذا الصراع الضروس
اعترض
أشرف قائد إحدى المجموعات داخل الفريق معللاً ذلك بأن الحرب المقدسة مع مشرفين
التغذية داخل المطعم الخاص بالطلبة وكيفية إجبارهم على زيادة الحصص الغذائية
للفريق من لحوم ودجاج لنا فقط هي المعركة الأهم ولا صوت يعلو على صوت الحرب
المقدسة وقرر الانسحاب من الاجتماع ورفض التعاون معنا بشكل كامل وقد اعتبرنا ذلك
خيانة عظمى لفرسان المعبد المقدس
بقلم الكاتب الدكتور
محمد عبدالتواب
Post a Comment