![]() |
شبح الطابق العلوي: الحلقة الرابعة |
من هنا بدأت مشاعر الفضول تعبث بمشاعري وتسيطر علي تفكيري ربما لأنها شيء رائع
بالنسبة لي لكي أكتشف ماذا يحدث فهي بلا شك مغامرة سوف أخوضها حتى أصل إلي الحقيقة
ولكن من أين أبدأ هي تلك المشكلة، الكل يتجنب الحديث عن تلك الأصوات المنبعثة من ذلك
الطابق والكل يرفض أن يؤكد ما بداخلي ويخشى الخوض في ذلك لربما يتعرض لعقاب من شيء
ما يجهل هويته، لم أكن أنظر إلى الأمور بتلك النظرية بل كل ما يسيطر علي أفكاري هو
حل لغز تلك الأصوات فلا شيء يحدث في حياتنا دون سبب ولا بد من أن يكون هنالك سبب أو
حكاية أجمعها مع باقي حكاياتي.
قررت العودة إلى هذا المنزل وأنا بداخلي تلك الرغبة الجامحة في تتبع كل شيء
يمنحني الأمل في معرفة ماذا حدث دون أن أثير ريبة خالتي، لكن في واقع الأمر
لا أستطيع أن أنكر ذلك الشعور الذي كان يجتاح خواطري مثل الأمواج الهادرة وهو الخوف
والجزع من تبعيات ما سوف يحدث لي، كلما اقتربت من هذا المنزل أشعر أن قلبي ينقبض بشدة
على الرغم من محاولاتي المستميتة في بث روح الشجاعة بداخلي، في هذا المنزل كان دائماً
لدى شعور سيئ نحو شيء ما بداخل هذا المنزل وأن أعلم جيداً بأن هذا الشيء موجود ولم
يبارح هذا الطابق ولكن لماذا هذا الطابق بالذات وليس كل أجزاء المنزل؟!!... كان علي
أن أجد إجابة لهذا التساؤل.
كنت أخشى هذا وقت النوم لأنني أعلم أنني لن أستطيع النوم بسهولة بسبب كل هذه
الهواجس التي تجول بخاطري وتجعلني شارداً في هذا المنزل أبحث عن أي خيط يمنحني جزءا
من الإجابة على هذا السؤال.
بدأت في محاولتي في جمع معلومات أكثر حيث كنت أسأل كل من كان له علاقة بخالتي
أو بزوج خالتي أو حتى الجيران بطريقة غير مباشرة حتى لا أثير فضول أو انتباه الآخرين
عما أبحث عنه ولا أسبب الضيق والضجر لخالتي وزوجها، بعضهم ذكر لي أن تلك الأرض التي
بُنيت عليها تلك المنازل كانت في فترة ما في بداية القرن الماضي كانت عبارة عن مستنقعات
وبرك لا يقترب منها أحد وربما كانت مأوى للخارجين عن القانون فالكل يخشى أن يقترب منها
بل كانوا يتجنبون المرور بجوارها وأن الناس في بعض الأحيان كانوا يجدون العديد من الجثث
لأشخاص ربما تم قتلهم وتركهم في تلك المستنقعات.
تلك الظاهرة كانت مُنتشرة في مصر في
بداية القرن الماضي بل أن البعض قد وجد أثناء
حفر تلك المنازل بعض العظام أو الهياكل العظمية الكاملة ولم تتعرف الشرطة عن أصحابها
وأصبحت مجهولة للأبد كما كانت من قبل، تلك الروايات كانت تشعل حماسة التفكير والتخيل
لدي فكل شيء أستطيع أن أتخيله وأضيف له التفاصيل حتى أنني في بعض الأحيان كنت أشعر
أنني أستطيع أن أتخيل ما حدث في تلك المستنقعات وملامح القسوة والفزع التي ارتسمت على
ملامح كل من القاتل والقتيل.
Post a Comment