![]() |
لعنة الجبل: أرض كنعان: الفصل الرابع والعشرون |
ـ في صحراء كنعان كانت أمي تعيش مع جدي بجوار بئر من
المياه العذبة وكانت شديدة الجمال كما تراها أمامك وكان جدي ساحر عظيم ولكنه فضل أن
يترك كل شيء ويعيش في الصحراء مع أبنائه وأمي حيث يستطيع أن يتأمل ويعيش بَعِيدًا عن
كل الصراعات التي كانت تحدث من حوله حيث كان يشعر أن ما يملكه من قدرة كساحر عظيم نقمة
وليس شيء جيد حتى أن أمي تعلمت منه الكثير من كل تلك العلوم وسخر لها ممالك عظيمة من
ممالك الجن لتكون طوع يديها وفي ذات يوم عسكر جيشا ضخما من جيوش الفرعون بالقرب من
ذلك البئر لكي يستريح ويجمع بعض الماء ليواصل رحلته في تلك الصحراء حيث شاهد أبي والذي
كان قائدا شابا لذلك الجيش أمي بجوار ذلك البئر حيث إنها امتلكت قلبه من أول لحظة بسبب
جمالها الرائع وعيونها التي لا يقاومها أحد كذلك أحبته أمي لأنه كان طيب القلب رقيق
الإحساس فشعرت أنها سوف تعيش معه في سلام وحب
تكمل الملكة حديثها وهي تستخدم سحرها لكي تُجسد كل
تلك الأحداث لهمام لكي يتابعها وهو يلمس ضوئها لكي يستطيع رؤية كل ذلك قائل له:
ـ في بادئ الأمر لم يكن جدي يقبل أن تتركه أمي ولكنه
عندما شعر أنها ترغب في ذلك لم يتردد أن يزوجها لذلك القائد ولم يكن أبي يعلم أنها
ساحرة عظيمة ولكن أثناء حروبه كان ينتصر ويشاهد أشياء عجيبة تحدث أثناء المعارك فكان
يخبر أمي بها فتضحك لأنها كانت تساعده وتسخر جيوش من الجن لكي يساعدوه في حروبه حتى
صار قائدا عظيما وانتشر صيته في جميع أنحاء البلاد حتى سمع عنه الفرعون نفسه بانتصارات
ذلك الشاب والذي كان يشعر أن أمي هي أيقونة حظه وسبب سعادته فكان لا يفارقها أَبَدًا
ومضت حياتهم في سعادة وحب وأنجبتني أمي وأصبح أبي قائد جيش الفرعون العظيم والمُقرب
من الفرعون وبلاطة الملكي قاطعها همام قَائِلاً:
ـ كل هذا حدث ولم تخبر والدتك أبيك بأنها
ساحرة وأنها كانت تساعده لكي يحقق النصر في كل معاركة؟
ـ بالفعل لم تفعل ذلك خَوْفًا أن والدي عندما يعلم
ذلك يتغير حبه لها أو يعلم أحد بقدراتها وَخَاصَتَا في البلاط الملكي فأمي كانت ترغب
أن تعيش مع والدي حياة هادئة بَعِيدًا عن الصراعات التي كانت تحدث بين الكهنة والسحرة
من أجل إرضاء الفرعون لذلك عندما علمتني أمي السحر وسخرت لي الكثير من الجان ليكونوا
جُنْدًا مسخرة لي أقسمت لها أن لا أخبر أبي بذلك أو أي شخص آخر حتى أعيش في سلام وهدوء
همام:
ـ وهل حدث ذلك بالفعل؟
خنتكاوس:
ـ نعم في بادئ الأمر تكتمت علي سر أمي ولم
أبح بذلك السر لأحد حتى جاء اليوم الذي أراد أبي أن أكون كاهنة في قدس الأقداس للإله
أمون وكان ذلك نقطة تحول بالنسبة لي
همام:
ـ كيف أيتها الملكة؟
خنتكاوس:
ـ كنا داخل المعبد نتعلم الكثير عن الحياة
ما بعد الموت والطقوس الدينية المرتبطة بعبادة الآلة أمون والكثير من العلوم مثل علوم
التحنيط والسحر ولكي تكون كاهنا عظيما لا بد من أن تمتلك القدرة علي إقناع الفرعون
والعامة أَيْضًا
همام:
ـ وكيف يحدث ذلك أيتها الملكة؟
خنتكاوس:
ـ كان ذلك من خلال إظهار قدرات غير طبيعية
من الحكمة والتفكير المنطقي وتقديم النصيحة للفرعون في أمور كثيرة وقد تجلت قدراتي
في ذلك حتى أنني كنت أقوم بسحر العامة ليؤمنوا أن الفرعون هو ابن الإله وهذا كان يسعد
الفرعون كَثِيرًا حتى أنني أصبحت الكاهنة الوحيدة التي كانت صغيرة السن والمقربة لكل
الأمراء والأميرات في ذلك الوقت بل كان الفرعون يطلب مباركتي له قبل الخروج في أي قتال
أو محاربة الأعداء وهذا سبب لي الكثير من المشاكل لي مع الكهنة القدامى ومن يتوددون
إلي الفرعون لأنهم شعروا بخطورتي عليهم وعلي حب الفرعون لهم ولكن كل هذا لم يكن مؤثرا
بالنسبة لي
همام:
ـ كيف أيتها الملكة؟
خنتكاوس:
ـ كنت أعلم قدراتي وأنهم لا يستطيعون أن
يفعلوا شيئا سوى المؤامرات والمكايد لإزاحتي من طريقهم ولكن الفرعون لم يكن يصدق أي
شيء من كل ذلك بل كان كل يوم يمضي كنت أشعر أنني الملكة على كل تلك البلاد بسبب سيطرتي
الكاملة على الفرعون والبلاط الملكي أيضا
بقلم الكاتب الدكتور
محمد عبدالتواب
Post a Comment